انت الزائر رقم 
D-UNIT
 

دى يونت D-UNIT

الإثنين, 2024-04-29, 5:18 PM
أهلاً بك, ضيف | RSS
الرئيسية » 2023 » نوفمبر » 7 » شرح الجامع الصحيح فى أشد ما يحتاجه أهل هذا العصر من الحديث (1(
1:39 AM
شرح الجامع الصحيح فى أشد ما يحتاجه أهل هذا العصر من الحديث (1(

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) [1]

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )[2]

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )[3]

اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار

 ثم اما بعد :

(وَمَا فَعَلْتُهُۥ عَنْ أَمْرِى)[4]

قال الإمام السخاوى فى ألفيته :

واحفظه بالتدرج ثم ذاكر          به والإتقان أصحبن وبادر

إذا تأهلت إلى التأليف          تمهر وتذكروهو فى التصنيف

طريقتان جمعه أبوابا          أو مسندا تفرده صحابا

وجمعه مللا كما فعل          يعقوب أعلى رتبة وما كمل

وجمعوا أوابا أو شيوخا أو         تراجما أو طرقا وقد رأوا

كراهة الجمع لذى تقصير         كذاك الإخراج بلا تحرير

قال الإمام السخاوى فى فتح المغيث فى شرحه على هذه الأبيات :

معنى التأليف والتصنيف وفوائدهما :

وبادر إذا تأهلت واستعددت إلى التأليف الذى هو أعم من التخريج والتصنيف والإنتقاء.

إذ التأليف : مطلق الضم , والتخريج إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها , وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك , والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين مع بيان البدل والموافقة ونحوهما مما سيأتى تعريفه , وقد يتوسع فى إطلاقه على مجرد الإخراج والعزو .

والتصنيف : جعل كل صنف على حدة , والإنتقاء : إلتقاط ما يحتاج إليه من الكتب والمسانيد ونحوها مع إستعمال كل منها عرفاً مكان الآخر .

فباشتغالك بالتأليف ( تمهر ) بالجزم مع ما بعده جواباً للشرط المنوى , فى الأمر فى الصناعة وتقف على غوامضها ويستبن لك الخفى من فوائدها ( وتذكر ) بذلك بين العلماء والمحصلين إلى آخر الدهر , ويرجى لك بالنية الصادقة الرقى إلى أوج المنافع العظيمة والدرجات العلمية الجسيمة .

وقد قال الخطيب فى جامعه : قلما يتمهر فى علم الحديث , ويقف على غوامضه , ويستبين الخفى من فوائده إلا من جمع متفرقة , وألف مشتته وضم بعضه إلى بعض , واشتغل بتصنيف أبوابه , وترتيب أصنافه , فإن ذلك الفعل مما يقوى النفس , ويثبت الحفظ , ويذكى القلب , ويشحذ الطبع , ويبسط اللسان , ويجيد البنان , ويكشف المشتبه , ويوضح الملتبس , ويكسب أيضاً جميل الذكر , وتخليده إلى آخر الدهر , كما قال الشاعر :

يموت قوم فيحيى العلم ذكرهم        والجهل يلحق أحياء بأموات

انتهى .

ونحوه قول الحسن بن على البصرى :

العلم أفضل شىء أنت كاسبه         فكن له طالباً ما عشت مكتسباً

والجاهل الحى ميت حين تنسبه          والعالم الميت حى كلما نسبا

وما أحسن قول التاج السبكى : العالم وإن امتد باعه واشتد فى ميادين الجدال دفاعه واشتد ساعده حتى خرق به كل سد سد بابه , وأحكم امتناعه .

فنفعه قاصر على مدة حياته , ما لم يصنف كتابا يخلد بعده أو يورث علماً ينقله عنه تلميذ إذا وجد الناس فقده أو تهتدى به فئة مات عنها , وقد ألبسها به الرشاد بردة .

ولعمرى إن التصنيف لأرفعها مكاناً لأنه أطولها زماناً وأدومها إذا مات أحياناً , ولذلك لا يخلو لنا وقت يمر بنا خالياً عن التصنيف , ولا يخلو لنا زمن إلا وقد تقلد عقده جواهر التأليف , ولا يجلو علينا ساعة فراغ إلا ونعمل فيها القلم بالترتيب والترصيف .

قال الخطيب : وينبغى أن يفرغ المصنف للتصنيف قلبه ويجمع له همه , ويصرف إليه شغله ويقطع به وقته وقد كان بعض شيوخنا يقول : من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ , وليأخذ قلم التخريج .

وحدثنى محمد بن على بن عبد الله الصورى قال : رأيت أبا محمد عبد الغنى بن سعيد الحافظفى المنام فى سنة إحدى عشرة وأربعمائة فقال لى : يا أبا عبد الله خرج وصنف قبل بينك وبينه , هذا أنا ترانى قد حيل بينى وبين ذلك ثم إنتبهت ؟

وساق قبل يسير عن عبد الله بن المعتز أنه قال : علم الإنسان ولده المخلد .

وعن أبى الفتح البستى الشاعر أنه أنشد من نظمه :

يقولون ذكر المرأ يبقى بنسله          وليس له ذكر إذا لم يكن نسل

فقلت لهم نسلى بدائع حكمتى          فمن سره نسل فإنا بذا نسلوا

ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطعى عمله إلا من ثلاث , صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )[5][6]

وأظن أن الإمام السخاوى رحمه الله قد أغنى عنى سبب تأليفى لهذا الكتاب .

والآن إلى السؤال الذى هو لُبُ هذا العمل :

كيف يسير ترتيب الكتاب ؟

مبدأيا كل ما انتقيته فى هذا الكتاب من الأحاديث صحيحة إن شاء الله ثم إنى رأيت أن أشرح هذه الأحاديث لإن علمنا فى زمننا هذا ليس كعلم السابقين كما أنه ينبغى الإشارة للمفهوم الصحيح لهذه الأحاديث والمفهوم الذى أراده الشارع منها وليس كل امرىء يفمه على مراده وهذا أخطر ما فيها ومن هنا ظهرت الفرق والبدع وبعض الأراء الفقهية الغارقة فى التخبط إلى اليوم وهذا نتيجة إعمال الرأى الشخصىى ووضع كل شخص فى رتبة فقيه لنفسه أى ينصب نفسه فقيهاً ولم يطلع إطلاعاً كافياً على أراء علماء السُنة الأجلاء الذين إستقوا فهمها من القرآن والأحاديث ومجموع الطرق والروايات وآراء التابعين الذين إستقوا من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وآراء الصحابة أنفسهم الذين إستقوا من النبى صلى الله عليه وسلم ففهموا مراد الشارع على ما أراد وليس على ما أرادت أنفسهم وحتى وإن إختلفوا فى لفظاً واحداً فإنهم يرجعون إلى روايات الأحاديث ودرجة صحتها وأحوال الرواة وتحكيم اللغة وعرض الأمور على ما شابه منها من القرآن والسنة فإن إختلف عالمان أو أكثر من أهل السُنة فننظر إلى أصول حججهم ودرجة الصحة سواء كان لُغة أو تفسيراً أو حديثاً أو غيره ثن نُرجح أو نأخذ بكلا الرأيين إن كان فيه إتساع وتساوت صحة حججهما .

ولقد رتبت هذا العمل المبارك إن شاء الله على التالى :

بدأته بالمسلسل بالأوليه لما هو معروف عند المحدثين بالبداية به على شرطه كما أننى أنبه فيه على التراحم فى كل شىء وسيأتى المزيد عنه .

ثم ثنيته بحديث إنما الأعمال بالنيات لما هو معروف عند عدد من المصنفينة من أهل الحديث وفيه تنبيه على حسن النية والمقصد سواء منى أو من طالب العلم أو المسلمين أجمعين .

ثم نبهت على فضيلة طلب الحديث وعلى عقيدة المسلم وما يحتاجه مما يتفقه به من أمور دينه على الضرورة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] سورة  ال عمران 102

[2]  سورة النساء 1

[3]  سورة الاحزاب 70- 71

 

[4] الكهف آية (82)

[5] أخرجه مسلم (1631) وأبو داود (2863) والترمذى (1376) والنسائى (6/251) وأحمد (2/316,350,372)

[6] فتح المفيث ج3 ص 269-271

مشاهده: 21 | أضاف: d-unit | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *: